نحو بيئة أكثر اندماجًا في الغرفة الصفية

نحو بيئة أكثر اندماجًا في الغرفة الصفية

نحو بيئة أكثر اندماجًا في الغرفة الصفية

عانت غزة من الحصار لعقود طويلة، ما أدى إلى انعزال طلابها وعدم اندماجهم مع أقرانهم في بيئتهم المختلفة وقلة وعيهم بالقضايا العالمية وعدم تفاعلهم معها. وقد لمس كل من عماد الدين المدهون وآمال الفرا هذا التحدي في غرفهم الصفية في مدرسة القرارة الإعدادية المشتركة للاجئين، ومدرسة ذكور فلسطين الابتدائية ب، التابعتين للأونروا. وبعد مشاركتهما في الدورة الأولى من برنامج كن مبتكرًا، قررا معالجة هذا التحدي من خلال خلق أنشطة تعزز اندماج الطلاب في بيئتهم التعليمية، وتدعم ثقتهم في أنفسهم باعتبارهم أفرادًا فاعلين وقادرين على إحداث تأثير من خلال المشاركة في حل المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم المحلية والعالم بأسره.

صمم المعلمان مشروعًا يرتكز على أهداف التنمية المستدامة ويشمل العديد من الأنشطة المترابطة والتي تسهم في تعزيز مفهوم المواطنة العالمية لدى الطلاب. فقد اختار عماد الدين وآمال الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، ألا وهو الحياة تحت الماء، باعتباره أحد أهداف التنمية المستدامة الأكثر إلحاحًا في مجتمعهما، وقررا البدء بتوعية الطلاب بمخاطر التلوث البحري، من خلال تجارب قائمة على التعلم النشط.

في إطار هذا المشروع، شارك 50 طالبًا من المدرستين في مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي شملت تنظيف الشواطئ بهدف التعرف عن كثب على قضية تلوث المياه وفهم تأثيرها على الحياة البحرية. فقد تطوع الطلاب لتنظيف الشواطئ في مدينتي جباليا وخان يونس من المواد البلاستيكية الضارة والمخلفات الأخرى. وناقش معلمو ومعلمات العلوم أسباب هذا التلوث مع طلابهم وشرحوا لهم التدابير التي يمكنهم اتخاذها للحدّ من استهلاك البلاستيك، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض إنتاجه وبالتالي حماية البيئة من أخطار التلوث البحري.

كما نفذ الطلاب أنشطة أخرى متنوعة لنقل ما تعلموه لباقي الطلاب، فابتكرت مجموعة منهم رسومات ونماذج بمساعدة معلمي ومعلمات الفن، ثم قاموا بتنسيقها وعرضها في “معرض الصف”. وأعدّ طلاب آخرون التقارير ونشروها على إحدى صفحات منصة بادليت (Padlet) وعرضوا أعمالهم على الطلاب الآخرين. وفي ختام المشروع، ألقى الطلاب خطبًا في الإذاعة المدرسية الصباحية استعرضوا من خلالها تجاربهم وما تعلموه حول مفهوم المواطنة العالمية وأهداف التنمية المستدامة.

وقد استفاد الطلاب كثيرًا من الأنشطة التي عززت اندماجهم في البيئة التعليمية وطورت لديهم مهارات اللغة والخطابة والتعاون والعمل الجماعي وإعداد التقارير، وانعكس ذلك على زيادة ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لقيم التنوع والاختلاف مع الآخرين. كما استفاد المجتمع المحلي من أنشطة المشروع من خلال حملات تنظيف الشواطئ والتوعية بآثار الملوثات البحرية.

تجدر الإشارة إلى أن برنامج كن مبتكرًا يستهدف تمكين 400 معلم ومعلمة في فلسطين على مدى ثلاث سنوات من جميع المدارس الحكومية والخاصة والأونروا في الضفة الغربية وغزة. وقد شارك في الدورة الأولى من البرنامج 24 معلمًا ومعلمة من مناطق ومدارس مختلفة في فلسطين، وعملوا ضمن 12 فريقًا بدعم من 8 موجهين على مشاريع مختلفة تندرج تحت محوري أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، ونهج إدماج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفن والرياضيات (STEAM).

لمعرفة المزيد عن مشروع عماد الدين وآمال وطلابهما، اضغط هنا.

لمعرفة المزيد من المعلومات عن برنامج “كن مبتكرًا”، اضغط هنا.